يشكل معدل التضخم في امريكا أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تترقبها الأسواق العالمية بشكل دائم، إذ يُعتبر انعكاسًا مباشرًا على القوة الشرائية للمستهلكين، والسياسات النقدية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ومع إعلان مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS) عن بيانات أغسطس 2025، عاد التضخم ليتصدر المشهد الاقتصادي مجددًا، مع تسجيل ارتفاع سنوي ملحوظ يثير التساؤلات حول مستقبل أسعار الفائدة والنمو الاقتصادي.
معدل التضخم في امريكا لشهر أغسطس 2025
أظهرت البيانات الرسمية أن معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة بلغ 2.9٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو ما يتجاوز الهدف المحدد من قبل الفيدرالي والمقدر عند 2٪. أما التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، فقد سجل ارتفاعًا بنسبة 3.1٪، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية في قطاعات عدة من الاقتصاد.
جدول يوضح تطور معدل التضخم في أمريكا خلال آخر 12 شهرًا
| الشهر | معدل التضخم (%) |
|---|---|
| سبتمبر 2024 | 3.7 |
| أكتوبر 2024 | 3.6 |
| نوفمبر 2024 | 3.4 |
| ديسمبر 2024 | 3.3 |
| يناير 2025 | 3.2 |
| فبراير 2025 | 3.1 |
| مارس 2025 | 3.0 |
| أبريل 2025 | 3.2 |
| مايو 2025 | 3.1 |
| يونيو 2025 | 3.0 |
| يوليو 2025 | 2.8 |
| أغسطس 2025 | 2.9 |
المصدر: مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS)
انعكاسات التضخم على قرارات الاحتياطي الفيدرالي
ارتفاع معدل التضخم في امريكا يضع الفيدرالي أمام خيارات معقدة، فبينما يسعى لدعم النمو الاقتصادي، فإنه في المقابل ملزم بكبح جماح الأسعار. ومن المرجح أن تؤثر هذه الأرقام على توجهات البنك المركزي في اجتماعاته المقبلة، سواء من خلال إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول أو التفكير في خطوات أكثر تشددًا لاحتواء التضخم.
أثر التضخم على المستهلكين والأسواق
لا يقتصر تأثير التضخم على القرارات المالية فقط، بل يطال المستهلكين بشكل مباشر من خلال ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية. كما أن الأسواق المالية تترقب هذه الأرقام بدقة، حيث يؤدي ارتفاع التضخم إلى تقلبات ملحوظة في أسعار الأسهم، السندات، وحتى العملات مثل الدولار الأمريكي.
توقعات المرحلة المقبلة
تشير تحليلات خبراء الاقتصاد إلى أن معدل التضخم في امريكا قد يظل قريبًا من المستويات الحالية خلال الأشهر القادمة، خاصة مع استمرار الضغوط في قطاعي السكن والخدمات. لكن أي انخفاض في أسعار الطاقة أو تباطؤ في النمو قد يساهم في تراجع الأرقام تدريجيًا نحو الهدف المنشود.
يظل معدل التضخم في امريكا محور اهتمام عالمي، إذ يحدد ملامح السياسة النقدية الأمريكية ويؤثر على اتجاهات الاقتصاد العالمي ككل. ومع بقاء المعدلات أعلى من الهدف المستهدف، ستبقى أنظار المستثمرين مركزة على بيانات الأشهر المقبلة وقرارات الفيدرالي التي ستحدد المسار الاقتصادي للفترة المقبلة.
