شهد سوق الأسهم السعودية (تاسي) تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تباين ملحوظ في أداء القطاعات الرئيسية، بينما تتزايد الرهانات على أسهم قطاع البنوك وسط توقعات إيجابية برفع التقييمات.
أداء المؤشرات الرئيسية في السوق السعودية
في منتصف جلسة اليوم، سجل مؤشر “تاسي” تراجعًا بنحو 20 نقطة، أي ما يعادل 0.16%، ليستقر عند مستوى 11,929 نقطة.
وفي المقابل، شهد مؤشر السوق الموازية “نمو” انخفاضًا مماثلًا بنسبة 0.16%، ما يعادل 48 نقطة، ليصل إلى مستوى 30,904 نقطة.
هذا الأداء المتباين يعكس حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين، خاصة مع تزايد الرهانات على القطاع المصرفي السعودي الذي شهد اهتمامًا متجددًا من قِبل المؤسسات الاستثمارية الكبرى.
قطاع البنوك.. الرهان الرابح لعام 2025؟
أشارت تقارير صادرة عن شركة “إي إف جي هيرميس” إلى أن أسهم البنوك السعودية تأتي في مقدمة التفضيلات الاستثمارية لعام 2025، نظرًا لانخفاض مكررات الربحية مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، بالإضافة إلى النمو المتوقع في إقراض الشركات وتوسع التمويل العقاري.
وقد انعكست هذه التوقعات الإيجابية في أداء قطاع البنوك خلال جلسة يوم أمس، حيث حقق ارتفاعًا تجاوز 2%، مما دعم المؤشر العام نحو المسار الصعودي.
وتأتي توقعات استمرار أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لتُعزز جاذبية أسهم القطاع المصرفي، خاصة أسهم “البنك الأهلي السعودي” و**”مصرف الراجحي”**، اللذين يُعتبران من أبرز الخيارات الاستثمارية.
تحليل السوق وتوقعات المؤشر في المستقبل القريب
يرى المحلل الاقتصادي أحمد الرشيد أن حالة التذبذب الحالية تشير إلى حيرة المستثمرين بشأن مستقبل السوق، لكن التوقعات تشير إلى احتمالية عودة المؤشر لمستويات تتجاوز 12,000 نقطة قريبًا، مع تحسن شهية المخاطرة.
وأشار الرشيد إلى أن السوق السعودية تتداول حاليًا عند مكرر ربحية مستقبلي يبلغ 15 مرة، وهو أقل من متوسطه التاريخي الذي يتراوح بين 17 و18 مرة، ما يعزز جاذبية السوق للمستثمرين الأجانب والمحليين.
تحديات السيولة وضغط الاكتتابات
على الرغم من التفاؤل السائد، تبقى السيولة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه استمرار صعود السوق. ومع جدول مزدحم بالاكتتابات العامة خلال الفترة المقبلة، يشير الخبراء إلى أن هذه الطروحات قد تشكل ضغطًا إضافيًا على السيولة المتاحة.
وفي هذا السياق، يرى غسان الذكير، الرئيس التنفيذي لشركة معيار المالية، أن الاكتتابات العامة، رغم تأثيرها المؤقت على السيولة، ستسهم في تنويع السوق وزيادة عمق التداولات.
الزخم في القطاع العقاري وصناديق الاستثمار الجديدة
قطاع العقارات في السعودية يشهد طفرة استثمارية ملحوظة، حيث أعلنت عدة شركات عن تأسيس صناديق استثمارية عقارية بمليارات الريالات.
من أبرز هذه المشاريع:
- صندوق استثمار عقاري بقيمة تتجاوز مليار ريال أطلقته شركة مدينة المعرفة الاقتصادية.
- مشاريع فندقية ضخمة تحت مظلة رؤية 2030، تشمل فنادق عالمية وشقق فاخرة.
وتشير التقارير إلى أن إجمالي قيمة المشاريع العقارية والبنية التحتية المعلنة خلال السنوات الماضية بلغت نحو 1.3 تريليون دولار، مما يعكس ضخامة التوسع في هذا القطاع.
الاكتتابات العامة.. نشاط متواصل
تستمر الاكتتابات في السوق السعودية بوتيرة متسارعة، حيث يُغلق اليوم باب الاكتتاب في شركة “الموسى الصحية”، بينما يبدأ اكتتاب المستثمرين الأفراد في شركة “نايس ون”.
كما وافقت هيئة السوق المالية على طرح شركة “إجادة للنظم” التابعة لمصرف الراجحي، والتي تخطط لطرح 45% من أسهمها للاكتتاب العام خلال عام 2025.
وقد جمعت السوق السعودية أكثر من 4.1 مليار دولار من خلال 16 اكتتابًا عامًا أوليًا خلال هذا العام، مما يعكس الثقة المتزايدة في مستقبل السوق السعودي.
يبقى سوق الأسهم السعودية محور اهتمام المستثمرين محليًا ودوليًا، مع تزايد الرهانات على قطاع البنوك وطفرة العقارات. ورغم تحديات السيولة والاكتتابات، فإن المؤشرات الاقتصادية تدعم تفاؤل المستثمرين بمكاسب واعدة خلال الفترة المقبلة.
السوق السعودية لا تزال واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية في المنطقة، مدعومة بإصلاحات اقتصادية وهيكلية طموحة تحت مظلة “رؤية 2030”.