من هو اتاتورك .. تعرف على سيرة مصطفى كمال أول رئيس للجهورية التركية كاملة وسبب وفاته وآراءه الدينية

admin30 ديسمبر 2023آخر تحديث :
من هو اتاتورك

يبحث الكثير من المهتمين في الوقت الحالي عن إجابة سؤال من هو اتاتورك حيث أن مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة وقائد الثورة التركية، يظل شخصية تاريخية هامة بروح القومية والتحدي الذي أظهره أمام التحديات الهائلة التي واجهتها الدولة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولد عام 1881 في سالونيك اليونانية، واستطاع أن يصنع تاريخًا حافلاً بالإنجازات والتغييرات.

تعلم مصطفى كمال في مدارس دينية تقليدية ثم انتقل إلى المدرسة العسكرية العليا، حيث برز بسرعة كقائد وتألق في ميدان العمل العسكري. خاض حروبًا في ألبانيا وطرابلس وأظهر براعته وشجاعته في مواجهة التحديات. شارك في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الدولة العثمانية، وكان له دور بارز في الجيش.

بعد نهاية الحرب وانهيار الدولة العثمانية، تحول مصطفى كمال إلى رائد سياسي وقائد عسكري للقوات التركية. قاد حملة الاستقلال التي أسفرت عن تأسيس جمهورية تركيا الحديثة. أظهرت قيادته القوية وحكمه الرشيد خلال فترة الانتقال من النظام العثماني إلى النظام الجمهوري.

تأكدت شهرة مصطفى كمال بعد توقيع معاهدة لوزان في 1923، التي أكدت استقلال تركيا وتأسيس الجمهورية. ألغى الخلافة وأعلن تحويل تركيا إلى دولة علمانية ذات طابع غربي. أصدر قانونًا أساسيًا في 1921، وأسس المجلس الوطني العظيم، الذي أصبحت حكومته الجديدة وقادته شكلاً للسلطة في الدولة.

باعتراف دولي، وتحت رئاسته، أعلن مصطفى كمال ولادة الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923، وبدأ في تشكيل الدولة الحديثة من خلال مجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ركزت جهوده على تحقيق التحول من نظام الخلافة إلى نظام جمهوري، وقاد تركيا إلى العصر الحديث.

من هو اتاتورك

مصطفى كمال أتاتورك، القائد العسكري البارز ورائد الثورة التركية، قام بتحول جذري في هيكل المجتمع التركي خلال فترة حكمه التي امتدت لخمسة عشر عامًا. بدأت إجراءاته بتغيير مظهر المجتمع، حيث فرض قوانين تحولت إلى محاولة لتحول البساطة الشرقية إلى مظهر أكثر غربية. منع ارتداء الطربوش والعمامة، وشجع على اعتمار اللباس الغربي. ألغى المدارس الدينية والمحاكم الشرعية، وأزال الرموز الدينية مثل التكايا والأضرحة، وألغى الألقاب المذهبية والدينية.

على صعيد الثقافة، قام بتبني التقويم الدولي وصياغة قوانين مستوحاة من الدستور السويسري. في عام 1928، ألغى استخدام الحروف العربية في الكتابة وأمر باستخدام الحروف اللاتينية، بهدف قطع الروابط مع التقاليد الإسلامية وتوسيع الانفتاح على العالم الغربي.

تحولت تركيا تحت حكم مصطفى كمال إلى دولة حديثة خلال هذه الفترة، ويرى البعض أنه أسس دولة تركية قوية وحديثة. ومع ذلك، يشدد خصومه على أنه لم يكتف بإزالة الدولة الإسلامية الأخيرة، بل قام بمحاربة الدين والتدين من خلال إنشاء نظام علماني في تركيا. ربط تقدم البلاد وتطورها بالتخلي عن الهوية الإسلامية، وأدى ذلك إلى سيطرة العلمانية على الممارسة الدينية ومنع مظاهر التدين بإجراءات قانونية.

توفي مصطفى كمال في نوفمبر 1938، وخمس سنوات بعد وفاته، منحه البرلمان التركي لقب “أتاتورك” (أبو الأتراك) كتكريم له. وحتى اليوم، تظل القواعد التي وضعها أتاتورك تحكم في تركيا. ومع ذلك، تواجه هذه القواعد تحديات داخلية بسبب الانتقادات المتزايدة لتأثيرها على الحياة الدينية والسياسية في تركيا.

يُثار جدل واسع حول المعتقدات الدينية لمصطفى كمال أتاتورك، الزعيم الذي قاد ثورة تركيا الحديثة. يُؤكد بعض الباحثين أن خطاباته حول الدين كانت دورية، وأن آرائه الإيجابية تجاه هذا الموضوع كانت محدودة في أوائل العشرينات. لكن خطاباته الشخصية والمصادر التركية تثبت بوضوح أنه كان مسلمًا متدينًا.

أكد أتاتورك في خطبه وكتاباته أن الإسلام هو “دينهم الأعظم”، وصف القرآن بأنه “عظيم الشأن” و”الكتاب المحكم”، وأطلق على النبي محمد عنوان “حضرة سيدنا ورسولنا”. ومع ذلك، هناك مزاعم بأنه كان ملحدًا أو ربوبيًا أو لاأدري، وكان معاديًا لجميع الأديان.

يشير تاريخ اللقاءات إلى أن أتاتورك كان مفكرًا حرًّا ومتشككًا دينيًا. في مقابلة مع السفير الأمريكي في عام 1933، أعرب عن رأيه في أهمية الصلاة للبشرية. وقال إنه يجب على الشعب التركي فهم الإسلام بشكل أفضل والتفكير في القرآن بشكل أعمق. وأشار إلى أن الأتراك يتأثرون بالجمل العربية التي لا يفهمونها ويذهبون إلى المساجد بدون فهم عميق. ورأى أنه إذا قرأ الأتراك القرآن بتمعن، سيتركون الإسلام.

رغم تلقيه لتدريب ديني في شبابه، كان مصطفى كمال يظهر كمفكر حر وديني متشكك. درس التاريخ الإسلامي وتأليف الفصول عنه، وكانت معرفته باللغة العربية كافية لفهم القرآن. تظهر المصادر أن معرفته الدينية كانت عالية، وقد استند إليها عند إعداد كتب التاريخ للمدارس الثانوية.

في العام 1937، بدأت الحالة الصحية لمؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في التدهور. بعد عام واحد، تم تشخيص إصابته بتشمع الكبد، مما دفع بإستدعاء أطباء من أوروبا للتدخل. وعلى الرغم من جهود الأطباء الأتراك والأجانب، لم تجد الأدوية التي قدموها نفعًا له.

فارق الحياة مصطفى كمال أتاتورك، في إسطنبول، في قصر طولمة باغجة، في الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الأربعاء، العاشر من نوفمبر عام 1938. تمت مراسم جنازته بشكل مهيب، حيث جابت موكبه شوارع إسطنبول وصولًا إلى أنقرة. وُضِع جثمانه في مقبرة متحف أتنوجرافيا بأنقرة بمراسم حافلة في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1938.

وبعد مرور خمسة عشر عامًا، في العاشر من نوفمبر عام 1953، دُفِنَت رفاته في مقبرة النصب التذكاري الخالد (آنيت كابير)، التي شُيدت خصيصًا لتكريمه. في وصيته، أعرب مصطفى كمال أتاتورك عن رغبته في تقديم جزء من ثروته للحزب الشعبي الجمهوري ومجمع التاريخ التركي والمجمع اللغوي. كما أوصى بأن تعيش ابنته آتادن في تشانكايا، ومنح منزلًا وأموالًا لصبيحة جوكتشن، إضافة إلى دعمه لأبناء عصمت إينونو من خلال إرسالهم لإكمال دراستهم في الخارج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.